إلّا همسا من هول الموقف ، وتأتي كل نفس بمفردها منقطعة عن كل شيء سوى ما اكتسبت وسعت ، كما يصف القرآن «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً» (١) .. نعم. هناك اثنان يشايعانه تنتهي مهمة الأول عند إصدار الحكم المصيري بحقه وهو الشهيد الذي يدلي بإفاداته أمام المحكمة الإلهية بالحق ان لصالح الشخص أو عليه ، سواء كان ذلك الشهيد الملك الذي كتب أعماله ، أو طرف آخر من البشر وسائر الخلق ، أو كان عضوا منه أو جارحة ، بينما تنتهي مهمة الآخر على باب الجنة إذا كان الشخص من الصالحين أو على باب جهنم إن كان من أصحاب السعير ، وهو السائق ، وهذا الأخير ينتظر حكم الله في من يسوقه ، فاما يزفه باللطف والترحاب إلى الجنة ، وأما أن يسوقه بمقامع الحديد إلى النار.
(وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ)
من الملائكة.
(وَشَهِيدٌ)
لقد بينت النصوص الدينية أسماءهم من هم الشهداء الذين يرافقون كل نفس يوم الحساب؟ ونحن نذكر طائفة منهم :
١ ـ القيادة الرسالية شاهد على الإنسان. قال تعالى : «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً» (٢). وقال : «إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً» (٣) وقال يحكي عن شهادة عيسى (ع) : «بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً* وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ
__________________
(١) مريم / ٩٥
(٢) الأحزاب / ٤٥
(٣) المزمل / ١٥