(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ)
فمهما لقي الكفار والظالمون من جزاء كما هو حال الأقوام السالفة التي ذكرتهم الآيات (١٢ ـ ١٤) إلّا أن الجزاء الحقيقي الذي يتوعدهم به الله يلقونه في الآخرة ، التي تبدأ بنفخة إسرافيل (ع) في الصور.
إسرافيل :
وفي دعاء الامام زين العابدين (ع) في الصلاة عن حملة العرش قال : «وإسرافيل صاحب الصور الشاخص ، الذي ينتظر منك الاذن ، وحلول الأمر ، فينبّه بالنفخة صرعى رهائن القبور». (١)
وقال رسول الله (ص): «خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة ، ثم قال للعرش خذ الصور ، فتعلق به ، ثم قال : كن ، فكان إسرافيل فأمره أن يأخذ الصور ، فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ، ونفس منفوسة ، لا تخرج روحان من ثقب واحد ، وفي وسط الصور كوّة كاستدارة السماء والأرض ، وإسرافيل واضع فمه على ذلك الكوّة ، ثم قال له الرب تعالى : قد وكلتك بالصور ، فأنت للنفخة وللصيحة ، فدخل إسرافيل في مقدم العرش ، فأدخل رجله اليمنى تحت العرش ، وقدم اليسرى ، ولم يطرف منذ خلقه الله ينظر متى يؤمر به» (٢).
[٢١] فاذا جاء أمر الله لاسرافيل ونفخ في الصور ، انبعث الناس من قبورهم وبدأ يوم القيامة ، وهناك توضع الموازين الحق ، وتخشع الأصوات للرحمن فلا تسمع
__________________
(١) بح / ج ٥٩ ـ ص ٢١٧
(٢) المصدر / ص ٢٦١