وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ» (١).
٥ ـ وتشهد على الإنسان كل لحظة من عمره ، إذ ينطبع فيها أثر كل سعي وتفكير يقوم به ، وربما مرّ عليه الزمان دون أن ينتفع منه ، فهو يشهد عليه يوم القيامة بذلك أيضا. قال الامام علي (ع): «ما من يوم يمر على ابن آدم إلّا قال له ذلك اليوم : أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد ، فافعل فيّ خيرا واعمل فيّ خيرا ، أشهد لك به يوم القيامة ، فانك لن تراني بعد هذا أبدا» (٢).
٦ ـ وكذلك يشهد أولياء الله على غيرهم ، لأنهم بأعمالهم الصالحة ميزان لأعمال الناس ، وحجة يرفعها الله على الآخرين ، فالمجاهدون حجة على المتقاعسين والقاعدين ، والمهاجرون حجة على الذين رضوا الذل والعيش في ظل الظلمة ، والمتواضعون حجة على المتكبرين وهكذا ، يقول الله : «إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ» (٣) وقال في سورة الحج : «وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ». (٤)
٧ ـ وتبقى الشهادة العظمى لربّنا الجبار الذي لا تخفى عليه خافية : «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا أَحْصاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ* أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ
__________________
(١) يس / ١٢
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ١١٢ نقلا عن من لا يحضره الفقيه.
(٣) آل عمران / ١٤٠
(٤) الحج / ٧٨