رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ» (١) ، «قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ» (٢) وقال عزّ من قائل : «إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» (٣) وقال مؤكدا هذه الشهادة يخاطب رسوله (ص) : «وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ». (٤)
[٢٢] وهؤلاء الشهود وذلك السائق كلهم حاضرون اليوم كحضور أي حقيقة أخرى في الواقع ، إلّا أن حجب الجهل والغفلة والشهوات ، ومن ثم غياب بصيرة الايمان ، تمنع الإنسان من الرؤية ، فاذا ما تكشفت له الحقائق وبلغ عين اليقين في معرفتها ، هنالك يأتيه الخطاب من الله :
(لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)
إن الحقائق التي طالما أنكرها المشركون تبدو لهم يومئذ أوضح من الشمس في رابعة النهار. ولقد صدق الامام علي عليه السلام إذ قال : «الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا» أما المؤمنون الصادقون فقد تعرفوا على هذه الحقائق بفصل اتباع وحي الله وأوليائه ، وإنهم كما يصفهم الامام زين العابدين (عليه السلام) إذ يناجي ربه قائلا : «إلهي فاجعلنا من الذين ترسخت أشجار الشوق إليك في حدائق
__________________
(١) المجادلة / ٦ ـ ٧
(٢) الانعام / ١٩
(٣) الحج / ١٧
(٤) يونس / ٦١