(وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)
وتشير كلمة جاء الى شرط الجنّة الاستقامة على الحق حتى لقاء الله (المجيء له بقلب طاهر سليم).
[٣٤] وإذا أحرز الإنسان هذه الصفات صار في زمرة المتقين الذين يدخلون الجنة بسلام.
(ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ)
الإنسان في الدنيا لا يصل إلى ما يريد إلّا بالجهد والتضحية ، ثم إن أجله محدود فيها مما يجعل لذته بنعمها قصيرة على خلاف الجنة ، فان ما يحصل منها لا تعب فيه ولا لغوب ولا صراع ولا منافسة ولا يورث مرضا أو غصة ، بينما الدنيا بعكس ذلك تماما (لا سلام فيها) بل هي قائمة على أساس الفساد فلا ينال المرء فيها نعمة إلّا يترك أخرى ، ولا يتمتع بلذة إلّا وتسبب له منغصة ، ولا يستقبل يوما من عمره إلّا بوداع يوم من أجله حتى قال الشاعر :
زيادة المرء في دنياه نقصان |
|
وربحه غير محض الخير خسران |
[٣٥] ومن الفوارق بين الدنيا والجنة ، ان الإنسان مهما بلغ من التمكن والقدرة في الدنيا لا يصل إلى كل أهدافه وأمانيه ، بل يقصر عن تحقيق الكثير منها ، على عكس ما في الجنة التي يتحقق له فيها ما يريد بمجرد أن ينوي ذلك ، بل ويزيده الله من فضله ساعة بعد ساعة.
(لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ)