فتجد في الأرض أحياء حسب طبيعة الأرض وحاجات تكامل الأحياء فيها.
إنّ طريقة بثّ الله للدواب وانتشارها وتكاثرها ، كلّ ذلك آيات لقوم يوقنون ، واليقين درجة أعلى من الايمان ، ويبدو من الآية السابقة أنّها تدعو إلى النظر في عموم الآيات وذلك يؤدّي إلى الإيمان ، بينما الآية هذه التي تدعو إلى اليقين تثير فينا التطلّع إلى تفصيلات الحياة.
[٥] (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)
كذلك في اختلاف الليل والنهار آيات لمن يتبصّر عبر الأحداث والظواهر ، ويعقل ما وراء هذا التدبير الحكيم لتتابع الليل والنهار ، وكيف سخّر الله الشمس وأقمارها لتخدم حياة البشر فوق هذا الكوكب ، دون أن يستطيع أيّ واحد منها تغيير مساره قدر بوصة أو يتقدم ساعة عن مواقيته أو يتأخّر ساعة.
(وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)
تفيض أشعة الشمس بما تحمل من بواعث الحياة على الأرض الهامدة ، وينهمر الغيث حاملا مواد أساسية من الفضاء المحيط ، ويرسل الربّ الرياح لواقح ، فيرزق عباده بكلّ ذلك بقدر مّا يشاء.
(وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ)
إنّ الله يصرّف الرياح حيثما يريد ، بعضها مبشّرات بالرحمة ، وبعضها بالعذاب ، وينشر اللقاح أو يسقط الورق ، أو يحمل الغيث أو البرد ... وهكذا الرياح كما الغيث مسخّرات بإذن الله ، تجري بأمره حيث أصاب ، كلّ ذلك :
(آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)