حقيقة الجزاء التي تحاول النفس البشرية الهرب منها خشية منها ، وإشفاقا من ثقلها.
وهكذا ينتقل المؤمنون من التفكّر في خلق الله إلى خشية عقابه ، كما قال ربّنا سبحانه وتعالى في سورة آل عمران :
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ* رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ)» (١)
هكذا نرى كيف أنّ التفكّر في الخلق أوصلهم إلى خشية النار ، وهنا بعد أن ينذر الله الكفّار المستكبرين بالنار يعرج بنا إلى آياته فيقول :
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ)
البحر على عظمته مسخّر للإنسان ، أفلا يدلّنا على النظم والتدبير؟
ولقد ذكّرنا السياق بفوائد ثلاث لتسخير البحر :
أوّلا : الملاحة التي تنقل الناس والبضائع إلى الآفاق.
(لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ)
ثانيا : صيد الأسماك واستخراج الثروات الأخرى.
(وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ)
__________________
(١) آل عمران / ١٩٠ / ١٩٢