ثالثا : الاهتداء من واقع تسخير البحر إلى رحمة الله بالإنسان وكرامته له فينبعث لربّه شكرا وخضوعا.
(وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فالهدف من النعم تكامل روح الإنسان ، وتسامي نفسه.
[١٣] ثم انظر إلى ما في السموات من آيات القدرة ، ومعالم الحكمة ، وكيف أنّ قانون الجاذبية ونظام الأفلاك ومجاري الشمس وأقمارها والنجوم وما حولنا يخدم حياة الإنسان فوق الأرض. أفلا يهدينا ذلك إلى أنّ لوجود البشر هدفا لا بد أن نتعرّف عليه ثم نسعى لتحقيقه؟
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ)
وكذلك ما في الأرض من أو كسجين الهواء ، إلى أملاح الأرض ، ذلك ما فيها من معادن مختلفة تنفع الناس ، وإلى ما فيها من أحياء ، كلّها تخدم حياة الإنسان وسعادته. من الذي سخّر كلّ ذلك للبشر ، أو ليس الله؟ أفلا نعبده؟!
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
والتفكّر هو إثارة العقل ، لكي يربط المعلومات ببعضها ، ويرتقي من خلالها إلى الحقائق الكبرى ، وبالرغم من أنّ ما في الحياة كلّها آيات تشير إلى تلك الحقائق إلّا أنّ من لا يستثير عقله لا يستفيد منها شيئا.
[١٤] (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)