على المؤمن أن يعتبر نفسه أعلى من الذين لا يؤمنون ، لأنّهم كالأعمى والأصم ، فإذا قاموا بعمل سيء فعليه أن يغفر لهم ، ومن المعلوم أنّ ذلك لا يعني ترك المسؤولية تجاههم ، بل ينبغي ألّا يسارعوا في محاربتهم ، بل يدعوا ذلك الامام لكي يرى الظرف المناسب للمواجهة ، ويومئذ يجزي الله الذين كفروا بما كانوا يكسبون ، وما دام المجرم لا يفوت ربّه فلما ذا البدار إلى أخذه ، إذ قد تكون المبادرة سببا لفشل خطط كثيرة.
وهذا التفسير يتناسب وما ذكره المفسرون من سبب نزول الآية ، من محاولة البعض من أصحاب الرسول أخذ المخالفين بالشدة ، ممّا كان يسبّب حرجا للرسول ، وعلى ذلك يمكن تفسير قوله سبحانه «أَيَّامَ اللهِ» بأنّها أيّام نصره للمؤمنين ، حسبما احتمله البعض.
[١٥] (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ)
يجده في الجنة.
(وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها)
مغرما عليه يوم القيامة.
(ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)
ففريق في الجنة ، وفريق في السعير.
وهذه الآية تبيّن لنا أهمية المسؤولية ، وأنّ كلّا مسئول عن عمله ، فلا ينبغي البدار إلى العقاب ، ولا انتظار الثواب العاجل ، بل لا بد أن يتمتع المؤمن برؤية مستقبلية تضفي عليه الطمأنينة والسكينة والحكمة في التحرّك.