أرأيت من يعطيه العقل من بعد الله ، ومن يمنّ عليه بهدى البيّنات؟
والآية تحذّرنا من مغبّة الاسترسال مع الذنوب إلى أن تسدّ علينا منافذ الهدى كليّا فلا مناص من النار ، وقد قال ربّنا : «ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ» (١).
وجاء في الحديث عن الامام الباقر ـ عليه السّلام ـ : «ما من شيء أفسد للقلب من الخطيئة! إنّ القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه ، فيصير أسفله أعلاه ، وأعلاه أسفله» (٢).
قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ : إنّ المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه ، وإن زاد زادت ، فذلك الرين الذي ذكره الله تعالى في كتابه : «كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ» (٣).
وجاء في رواية أخرى عن الامام الصادق ـ عليه السّلام ـ : «إنّ الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء ، وفتح مسامع قلبه ، ووكل به ملكا يسدّده ، وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء ، وشدّ عليه مسامع قلبه ، ووكل به شيطانا يضلّه» (٤).
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
بهؤلاء وتعتبرون بهم.
__________________
(١) الروم / (١٠).
(٢) روضة الواعظين / ص (٤١٤).
(٣) المصدر.
(٤) بحار الأنوار / ج (٧٠) ص (٥٧).