الثانية : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم.
الثالثة : أن يكونوا هم الذين خلقوا السماوات والأرض.
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ)
والتعبير هنا عن الخالق بالشيء ليس من باب أنّه سبحانه يشبه الخلق ، وإنّما لاثبات أنّه حق فالشيء في مقابل العدم ، ففي مقام الربوبية ليس لنا سبيل إلّا بقدر الخروج من حدّ النفي والتعطيل ، أو بتعبير آخر : نفي النفي وإعدام العدم ، أمّا أن نثبت ـ وراء ذلك ـ لربّنا القدوس ذاتية معلومة أو موهومة أو متخيلة فلا ، فهو شيء أي أنّه حق قائم قيّوم ولكن لا كالأشياء الكائنة التي يحيط بها العلم ويتصوّرها القلب.
وليس أحد يعتقد في نفسه ولا يعتقد فيه الآخرون العقلاء بأنّه مصداق لأحد هذه الفروض الثلاثة ولا التي ستأتي بعدها ، ذلك أنّ المخلوق لا يأتي من الفراغ ما دامت شواهد الصنع ظاهرة فيه ، بل لا بد له من خالق ، وواضح أنّه لا يمكن للشيء أن يخلق نفسه إنّما يحتاج إلى صانع غيره ، ويكفي الإنسان شاهدا على نفسه بأنّه ليس الخالق أن ينظر حوله إلى السماوات والأرض هل يعقل أن يكون قد خلقهما هو أو بشر مثله؟
(أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ)
ان المشكلة مشكلة نفسية ولو كانت عقلية لا نحلت بشيء من التفكير في مثل هذه الفرضيات انهم لا يريدون الايمان لكي لا يلزموا أنفسهم بمسؤولياته ، اذن فالنقص موجود فيهم لا في حجج الحق التي تقوى عليهم!
[٣٧] ثمّ دعنا عن حديث الخلق ولنسأل : ماذا لدى الكفّار من الملك والسيطرة