حتى يتكبّرون على الحق اعتمادا عليهما؟ إنّ أكثر من ٩٩ خ من ثروات البشر وقدراته هي رزق مباشر من عند الله. والذي يحتاج الحصول عليه من الثروة مع السعي أقل من ١ خ ، وما هي نسبة ما يقع في أيدي الناس حتى يتفاخروا به ويكون سببا لكفرهم؟
(أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ)
والخزائن هي أماكن حفظ الثروات ومقاليدها ، ومن مصاديق الخزائن المنابع الأوّلية للثروة في الحياة ، كمناجم المعادن ، وينابيع الغيث ، ومصادر الطاقة ، ومواد الحياة في الأرض ، وهي جزء بسيط جدا من خزائن الله التي خلقها ووزّعها في الكون.
وإذا نظرنا إلى جانب التدبير في الحياة فلن نجد سلطة فعليّة تحكمها غير سلطان الله ، فالإنسان لا سلطان له حتى على حياته الشخصية إلّا قليلا ، فطالما تصوّر نفسه متمكّنا وقادرا فوجد العكس ، وطالما قرّر شيئا فاكتشف عجزه المضي فيه.
(أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ)
بالطبع لا سيطرة لهم على الحياة فليحاولوا دفع الموت عن أنفسهم إن استطاعوا.
[٣٨] ويسترسل الوحي في طرح السؤال تلو السؤال ، وهذا جزء من منهج القرآن في علاج الانحرافات النفسية والعقائدية لدى البشر ، أن يضعه أمام الحقيقة من خلال أسئلة تسوق الاجابة الموضوعية عليها إلى ذات الحقيقة ، كما يحاول بها ضرب الفلسفات والاعتقادات المنحرفة عنده.
(أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ)