(عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى)
ذو الإرادة المطلقة النافذة في الحياة ، وهذه ضمانة لتنفيذ الحق الذي جاء به القرآن وتطبيقه على الحياة.
(ذُو مِرَّةٍ)
أي مطلق العلم والحكمة ، ممّا يجعل الرسالة (الوحي) كاملة دقيقة لا يلحقها نقص ولا عيب ، ولأنّ الرسول كان يتلقّى رسالته وعلمه من صاحب هاتين الصفتين فقد تكامل بالتأييد والعلم الإلهيين ..
(فَاسْتَوى)
وفي الآية أقوال شتى : فقال الكثير من المفسّرين : أنّ من علّم رسول الله هو جبرئيل الذي هو شديد القوى ، وهو أيضا ذو مرّة وقد استوى.
وفي كلمة «ذُو مِرَّةٍ» قال البعض : أنّ معناها صاحب قوّة ، وقال آخرون : ذا عقل ، وقيل : صاحب خلق حسن ، أمّا عن الإستواء فقال البعض : أنّ معناه أنّ جبرئيل استوى هو والرسول ، وقال البعض : أنّ الرسول قد استوى ، وقال البعض : بل الله هو الذي استوى على عرش القدرة.
ولعل التفسير الذي اخترناه آنفا هو الأقرب ، لأنّ السياق لا يحدّثنا شيئا عن جبرئيل ، ثم أنّ الإستواء الذي يهتم به سياق السورة متصل بالرسول ، لأنّه يحدّثنا عن الرسول وليس عمّن علّمه.
[٧] وبهذا الاتصال أيضا سمى النبي محمد (ص) بروحه طهرا وعرفانا وزلفى إلى أفق الحقّ الأعلى ، فصار سيّدا لأفضل خلق الله وهم النبيّون (عليهم السلام) ،