إليه مخلوق قربا ودنوّا من ربّه. (١)
وقيل : هي شجرة طوبى (٢) ، وقال عليّ بن إبراهيم (رض) هي الشجرة : «التي يتحدث تحتها الشيعة في الجنان» (٣) ، ولعلّها البرزخ بين عالمي الدنيا والآخرة.
والآية الكريمة تشير إلى هذا التفسير ، قال تعالى :
(عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى)
[١٦ ـ ١٧] وهناك تجلّى نور الربّ لنبيه الأعظم (ص) فغشي السدرة ، كما تجلّى من قبل لموسى بن عمران (ع) ففاض نور الوحي على تلك الشجرة التي أوحى الله إليه عندها.
(إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى)
من نور ربّها ، وعندها ثبّت الله فؤاد نبيّه ليرى ذلك النور ، ويبصر به آياته ، قال الإمام أبو جعفر (ع) : «فتجلّى لمحمّد نور الجبّار عزّ وجلّ ، فلمّا غشي محمّدا (ص) شخص بصره ، وارتعدت فرائصه ، فشدّ الله عزّ وجلّ لمحمّد قلبه ، وقوّى له بصره ، حتى رأى من آيات ربّه ما رأى» (٤) فلأنّ الله ثبّته استطاع أن يستوعب الحقائق.
(ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى)
__________________
(١) المصدر / ص ١٥٥ وص ١٥٦ رقم ٤٤
(٢) بحار الأنوار / ج ١٨ ـ ص ٢٨٩
(٣) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ١٥٦
(٤) المصدر / ص ١٥٤