لأنه إذا وصل الإنسان الى هذه المرحلة ، بدأ رحلة الانتكاس ثم لا يتوقف بل ينحدر الى أسفل سافلين.
[٣٣ ـ ٣٤] ان عبادة الأصنام (الشرك بالله) وتزكية النفس تبريرات يتشبث بها الإنسان ، وهناك تبريرا آخر يتمثل في محاولة الاعتماد على البدائل فمثلا أصحاب المال يظنون انهم حينما يعطون مالا في سبيل الله ، فسوف يحررون أنفسهم من تطبيق القيم والالتزام بالمسؤولية ، أو يرفعون عنها مسئولية ممارسة الكبائر والفواحش. كلا.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى)
عن ذكر الله ، وعن تطبيق الحق وتحمل الامانة ، ثم اعطى بعض المال ليتهرب من المسؤولية؟
(وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى)
اي اعطى شيئا قليلا ثم توقف كليا عن العطاء.
قال صاحب المجمع نزلت الآيات السبع في عثمان ابن عفان كان يتصدق وينفق ، فقال له اخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرج : ما هذا الذي تصنع؟ يوشك ان لا يبقى لك شيء فقال عثمان : ان لي ذنوبا واني اطلب ما اصنع رضى الله وأرجو عفوه ، فقال له عبد الله اعطني ناقتك برحلها وانا أتحمل عنك ذنوبك كلها ، فأعطاه واشهد عليه وأمسك عن النفقة فنزلت : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى) اي يوم أحد حين ترك المركز واعطى قليلا ثم قطع النفقة الى قوله (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) فعاد عثمان الى ما كان عليه عن ابن عباس والسدي والكلبي وجماعة