من المفسرين (١) وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة (٢)
[٣٥ ـ ٣٨] بل ان أصحاب المال يظنون انهم على حق ومن أهل الجنة لمجرد كونهم من المترفين ، وهذا التمني عميق لديهم بدليل آيات سورة الكهف : «وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً* وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً* وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً» (٣).
والقرآن يستنكر على المترفين هذا الظن قائلا : متى عرف هؤلاء ما في الغيب حتى يحكمون بأنهم أفضل الناس عند ربهم؟!
(أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى)
كلا .. انه لا يعرف شيئا عن الغيب ، وهذه قضية وجدانية. فلا يملك أحد ان يدعي علما بالغيب. اذن فكيف يطلع على الحقيقة ويتمنى خلاصه من النار بقياس حاله في الآخرة بحاله في الدنيا ، والاعتقاد بان الله لم يسبغ عليه نعمه في الدنيا الا انه يحبه فينبغي ان يكون محبوبا عند الله في الآخرة أيضا.
بلى يمكنه ذلك لو اتبع هدى الأنبياء ورسالاتهم التي تكشف عن جوانب منه. (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى * وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى)
لا يعلم الغيب ولا يتبع الرسالات الالهية ولقد جاءت الرسالات كلها بالمسؤولية ، ولكن الإنسان وهو أكثر شيء جدلا ، ويحاول التهرب منها بطبعه
__________________
(١) الفخر الرازي ص ١١ عند تفسير الآية.
(٢) المجمع عند تفسير الآية.
(٣) الكهف / ٣٤ ـ ٣٦