وهذا السياق من الآيات يضرب فكرة الفداء التي ألصقها النصارى في عيسى (ع) حيث قالوا انه قتل ففداهم بنفسه بالرغم من انه جاء ليقاوم مثل هذا الانحراف عند اتباع موسى.
[٣٩ ـ ٤١] وكما ان أوزار الإنسان لا يتحملها أحد سواه ، فان حسنات الآخرين لا تصير اليه ، انما «قيمة كل امرء ما يحسن» كما قال الامام علي (ع).
(وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)
والسعي هو ما يقوم به الإنسان بإرادته ووعيه ، من قول وفعل وغيرهما. فالتحرك جزء من السعي والوعي والهدف والنية جزء منه أيضا. والإنسان هو الذي يصنع واقعه ومصيره الحقيقي بنفسه ، ومهما كان السعي صغيرا أو كبيرا ، وفي اي مكان قام به الإنسان فانه لا بد ان يعود عليه في الدنيا أو في الآخرة. لان هناك سنة الهية تحكم الحياة ، وهي ان كل شيء يرجع الى أصله ضمن دورة حياتية قد تطول وقد تقصر. لا بد ان تعود المياه التي تبخرت من البحار إليها بعد رحلة متطاولة من ساعة تحولها الى البخار حتى نزولها كامطار ثم جريانها فوق الأرض ينتفع بها الإنسان.
هكذا عملك الذي ينبعث من جوانح قلبك أو جوارح بدنك لا يفنى. انه يتقلب في صور شتى قد يتحول مالا فيعود إليك ، أو تصبح حالة اجتماعية تتأثر بها ، أو يحفظ عند ربك يجازيك غدا به ، وهكذا مهما هرب المجرمون من جزاء جرائمهم فانه ملاقيهم.
ومن طريف ما قرأته في هذا الحقل أنّ أحد الخلفاء اقام مأدبة غذاء وحضر عليها أحد كبار قادته العسكريين فرأى فيما رأى من صنوف الطعام طير القطى مشويا ، فضحك مقهقها ، فسأله الخليفة عن السبب. فحاول ان يكتم. فأصر