ثانيا : الاغترار بالقوة.
(أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ)
هل يعرضون عن الآيات ، ويكذّبون الحق ، ويتبعون أهواءهم ، ثمّ يتحدّون سنن الحياة ، اعتمادا على جمعهم وقوّتهم؟!
وما عسى أن تكون قوّتهم وجمعهم بالنسبة إلى الأمم السابقة؟! (أَوَلَمْ يَعْلَمْ) (كلّ واحد منهم) (أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً) (١) ، (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) (٢) ، ثمّ (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) (٣).
ويؤكّد الله لأولئك الذين اعتمدوا على عدّتهم وعددهم أنّ المستقبل كفيل بالكشف عن مدى ضلالتهم في الاعتماد عليهما ، حيث يهزمون ، وتبطل تبريراتهم ومزاعمهم بأنّ العذاب لا يطالهم.
(سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ)
وقد رأينا كيف أنزل الله عذابه بهم على أيدي المؤمنين في مواطن كثيرة ، وأظهر رسوله ودينه عليهم بالرغم منهم ، وبالرغم من أنّهم كانوا في موقعة كبدر أكثر جمعا وعدّة من المسلمين بثلاثة أضعاف أو أكثر!
__________________
(١) القصص / (٨٧).
(٢) ق / (٣٦)
(٣) الأنعام / (٦).