وإذا غشّوا وكذبوا واحتكروا وأكلوا الربا اعتبروا ذلك تجارة وشطارة ونجاحا وفائدة رابحة ، وهكذا ..
كلّا .. الحلال عند الله لا يصبح حراما بأعذار واهية ، والحرام لا يضحى حلالا .. والاستغفار ينفع الفقهاء ومن اتبعهم ممّن يلتزم بمقاييس الكتاب وموازين الشرع تماما. نسأل الله أن يجعلنا جميعا منهم.
[١٩] لنفاذ بصائرهم يعلم المتقون أنّ حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة ، فيسعون لتزكية أنفسهم منه ، بالإنفاق المنظّم الذي يفرضونه على أنفسهم أكثر من الحقوق الشرعية ، فالواحد منهم يجعل ثلث أمواله التي يغنمها لله ، والآخر ربعه ، وهكذا حسب ظروفهم المعيشية.
(وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)
والسائل هو الذي يسكب ماء وجهه أمامك فلا تحرمه من عطائك مهما كان قليلا ، فقد جاء في الحديث المروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :
«لا تقطعوا على السائل مسألته ، فلو لا أنّ المساكين يكذبون ما أفلح من ردّهم» (١).
وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) :
«لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطي ما في العطية ما ردّ أحد أحدا» (٢).
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ / ص ٥٩٨.
(٢) المصدر.