تتفطر السماوات السبع وتستحيل لهبا ومهلا؟!
ان أحدا لا يملك يومئذ أن يكذب بهذه الآية من آيات الله ، والتي تظهر هيمنته ، وضرورة التسليم له ـ وهو لو شاء لجعلنا نصدق بآلائه وآياته بالقوة ـ وهو القائل : (طسم* تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ* لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ* إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) (١).
ولكن رحمته تأبى ذلك كما أنّ حكمته من خلقنا في الحياة الدنيا والتي صرّح بها بقوله : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (٢) لا تتفق مع هذا النهج.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)
[٣٩ ـ ٤٠] بلى. ان أحدا لن يجرأ حينها على التكذيب أبدا ، بل يخضع الجميع خضوعا مطلقا للحق (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ* خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ* مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكافِرُونَ هذا يَوْمٌ عَسِرٌ) (٣) ولا يجرأ أحد حتى على الكلام ، إلّا بعد اذن سبق من الله (يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (٤) فكيف يستطيع أحد ان يكذب ربه ذلك اليوم؟! بلى. قد يؤخر العذاب عنهم في الدنيا فيجدون فرصة للتكذيب ، والتبرير ، وإخفاء ذنوبهم. أما يوم القيامة فهو ـ سبحانه ـ محيط بهم من كل جانب.
__________________
(١) الشعراء / ١ ـ ٤
(٢) الملك / ٢
(٣) القمر / ٦ ـ ٨
(٤) هود / ١٠٥