الثمرة إذا نضجت واقترب قطافها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : لما ذا حدّثنا ربنا بصيغة المضارعة عن الاتكاء ، والحال كما نفهم ان الصيغة يجب ان تكون للمستقبل (سيتكئون)؟
الجواب : لان المتكلم هو الله ، وما يريده الله ويعد به يحدث لا محالة ، وسواء عنده تحدث بصيغة الماضي أو الحاضر أو المستقبل ، لأنه قادر فعلا على تحقيقه ، مثل قوله على صيغة الماضي : (وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) (١) أو بصيغة المستقبل كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (٢) أو بكليهما : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) (٣) فقد أكد وقوع امره بصيغة الماضي «أَتى» حتى لكان أمره وقع فعلا ، ولكنه استدرك قائلا : «فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ» دلالة عدم تحقق وقوعه.
نعم. بالنسبة للمخلوق لا يصح منه القول : فعلت أو سأفعل إذا كان يريد شيئا في المستقبل ، لان إرادته محدودة باطار مشيئة الله ، وقد تعجزها الظروف والعقبات (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ عَلِيماً قَدِيراً) (٤).
وبعد ان يشير القرآن الى اتكاء المتقين الخائفين مقام ربهم على فرش الحرير ، بين صنوف الفواكه الدّانية يوجه خطابه الى الثقلين : بما ذا تكذّبان من هذه الآلاء الربانية؟
__________________
(١) الأنبياء / ٨٦
(٢) النساء / ٥٧
(٣) النحل / ١
(٤) فاطر / ٤٤