الثاني : ان الكلام متصل بالآلاء في الآية السابقة ، باعتبار الخيرات الحسان من الآلاء.
الثالث : ان الحديث هنا ليس فقط عن الجنتين الأخريين بل عن كل الجنان بما فيها الجنتان الاوليان. وهذا أقرب الى السياق ، بالذات حينما نقول بأن معنى الخيرات الحسان هن النساء المؤمنات باعتبارهن الأفضل والأجمل ، وهكذا قال الامام الصادق (ع) : «الخيرات الحسان من نساء أهل الدنيا ، وهن أجمل من الحور العين» (١) ، وبقوله : «هن صوالح المؤمنات العارفات» (٢).
وفي الخبر حدث الرسول (ص) عن نعيم الجنة ، ثم ذكر الحور العين فقالت أم سلمة : بأبي أنت وأمي يا رسول الله أما لنا فضل عليهن؟ قال : «بلى بصلاتكن وصيامكن وعبادتكن لله ، بمنزلة الظاهرة على الباطنة» (٣).
ومن معاني الآية ما قاله رسول الله (ص) : «يعني خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه» (٤) وانما تسمى ذوات الأخلاق بالخيرات ، لأن صلاح المرأة يعود على زوجها وعلى المجتمع بالخير الكثير ، كما ان فسادها يؤدي الى شر كبير. وحينما يسأل النبي (ص) عن خير الخير وشر الشر يقول : «خير الخير المرأة إذا صلحت ، وشر الشر المرأة إذا فسدت».
وتتجلى هذه النعمة أكثر فأكثر في الجنة فقد جاء في الحديث المأثور عن النبي صلّى الله عليه وآله وهو الصادق المصدق يصف لنا جانبا من نعمة الخيرات الحسان في الجنة :
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٠١
(٢) المصدر
(٣) بح / ج ٨ ص ٢١٣
(٤) المصدر