[٧٢ ـ ٧٥] انهن يقلن ـ الحور ـ : «نحن الخالدات فلا نموت ، ونحن الناعمات فلا نيأس ، أزواج رجال كرام» (١) ، لو أشرفت إحداهن على أهل الدنيا لماتوا رغبة فيها.
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ)
قال علي بن إبراهيم : يقصر الطرف عنها ، وتابعه صاحب المجمع ، وقيل : قصر طرفهن على أزواجهن فهو شبه بقوله «قاصِراتُ الطَّرْفِ» واستلطف الفخر الرازي التعبير فقال : ان المؤمن في الجنة لا يحتاج الى التحرك لشيء ، وانما الأشياء تتحرك اليه ، فالمأكول والمشروب يصل اليه من غير حركة منه ، ويطاف عليهم ما يشتهون ، فالحور يكنّ في بيوت ، وعند الانتقال الى المؤمنين في وقت إرادتهم ، تسير بهم للارتحال الى المؤمنين خيام ، وللمؤمنين قصور تنزل الحور من الخيام الى القصور (٢) فهن يقصرن.
وفي حديث الامام الصادق (ع) يشير الى هذا المعنى قال : «الحور هي البيض المضمومات ، المخدرات في خيام الدرّ والياقوت والمرجان ، لكل خيمة أربعة أبواب ، على كل باب سبعون كاعبا (الجارية حين يبدو ثديها) حجابا لهن ، ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره ، يبشر الله عزّ وجلّ بهن المؤمنين» (٣) وقال النبي (ص) : «الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا» (٤) فهن ملكات الجنة وحولهن الوصائف.
وهذا مما يعد الله الخائفين مقامه ، ولا ريب أن الوعد الالهي يلتقي بعمق وشمول
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٠٢
(٢) التفسير الكبير / ج ٢٩ ص ١٣٥
(٣) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٠٢
(٤) المصدر