مع تطلعات الإنسان ، وان الجنة هي الصورة الفضلى التي يصيغها الإنسان بعمله في الدنيا ، وان المؤمن لا يتطلع الى أي زوجة ، وانما يبحث في شريكة حياته عن صفات معينة ، وأهمها العفة والطهر ، لأنهما عنوان الاسرة الصالحة ، وما هي قيمة العيش مع شريكة يمتد طرفها ، وتبيع طهرها ونفسها الى كل من هب ودبّ؟! أم كيف تكون الأسرة مصنعا للأجيال الفاضلة ، وتأخذ موقعها ودورها في بناء المجتمع إذا كانت الأم لا تعرف العفاف؟!
ان وعد الله للمؤمنين ان ينعم عليهم بالحور الباكرات ، ليس فقط إرضاء للتطلعات الجنسية عند الإنسان ، بل وقبل ذلك يحقق تطلعاته المعنوية إذ ان الفتاة العذراء أشد حبا لزوجها وإخلاصا من المرأة التي أعطت بكارتها لغيره.
وكلمة أخيرة : لعلنا نستفيد من ذكر القرآن لصفات الحور هنا وهي الأخلاق الطيبة «خيرات» ، والجمال «حسان» ، والعفة والطهر (مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ) * و(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ) ، ان هذه الصفات هي غاية ما ينبغي للمؤمن التطلع إليها في زوجته ، لتكون حياته معها سعيدة فاضلة.
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ)
نعم .. هذا وعد الله ، وان المؤمن لتواجهه مختلف الضغوط باتجاه الانحراف عن الحق ، استجابة لشهواته ، وربما لعبت شهوة البطن ، والجنس ، وحب الراحة دورا في تخلفه عن مقام الخائفين من مقام ربهم ، ولكنه إذا ما تذكر الآخرة وما وعد الله المطيعين له الخائفين منه من النعيم ، فسوف يقاوم الضغوط ويميت فيه الشهوة الحرام ، ويستجيب لنداء ربه :
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)