والادعية المأثورة عن أهل بيت الرسول صلّى الله عليه وآله زاخرة بمعاني الاستعاذة بالله ، والالتجاء اليه ، والفرار من سخطه : وإليك بعضا منها :
«الحمد لله ، والحمد حقه ، كما يستحقه ، حمدا كثيرا ، وأعوذ به من شر نفسي. إنّ النفس لأمارة بالسوء إلّا ما رحم ربي ، وأعوذ به من كل جبار فاجر ، وسلطان جائر ، وعدو قاهر. اللهم اجعلني من جندك فان جندك هم الغالبون ، واجعلني من حزبك فان حزبك هم المفلحون ، واجعلني من أوليائك ، فان أولياءك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون» (١).
ونحن نفر الى الله ونستعيذ به ليس فقط من تلك العوامل ، بل وأيضا من سخطه وعذابه كما نقرأ في دعاء سيد النبيين محمّد (صلّى الله عليه وآله) :
«أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السموات والأرضون ، وانكشفت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من فجاءة نقمتك ، ومن تحويل عافيتك ، ومن زوال نعمتك» (٢).
ونقرأ في الدعاء المأثور عن الصادقين عليهما السلام :
«اللهم إنّي إليك فقير ، ومن عذابك خائف مستجير. اللهم لا تبدّل اسمي ، ولا تغيّر جسمي ، ولا تجهد بلائي ، ولا تشمت بي أعدائي ، أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برحمتك من عذابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، جل ثناؤك. أنت كما أثنيت على نفسك ، وفوق ما يقول القائلون» (٣).
(إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
__________________
(١) مفاتيح الجنان / دعاء يوم الثلاثاء.
(٢) مفاتيح الجنان / أعمال النصف من شعبان.
(٣) المنتخب الحسني / ص ٧٤٧