الله ورسوله وحبهما بإجماع كل المذاهب الإسلامية التي تواترت أحاديث فضلها في كتبهم. ثم يقول الله :
(نَذِيراً لِلْبَشَرِ)
عن كلّ ضلال وتقصير وذنب ، وإنّما يتمّ الإنذار ببيان العواقب السيئة لكلّ ذلك ، وبيان طريقة تجنّبها. وقد اختلف في من هو النذير إلى أقوال أقربها ثلاثة : أحدها : أنّه النار التي ما جعل الله أصحابها إلّا ملائكة ، والثاني : أنّه رسول الله صلّى الله عليه وآله ، والثالث : وهو أقربها جميعا : أنّه القرآن باعتباره المنذر الأعظم والثقل الأكبر على مرّ الدهور والأجيال.
(لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ)
فالرسالة الإلهية إذا لا جبر فيها لأحد على اختيار طريقها ، بل الناس بالخيار بين الإيمان والكفر ، والتقدّم والتأخر ، وعلى هذا الأساس يجب على كلّ مصلح ممارسة التغيير والإنذار في مجتمعة وأمّته. هذا واحد من معاني الآية وهناك تفاسير خرى :
الأول : فمن شاء أن يتقدم في الإيمان بالرسالة فيكون من السابقين أو يتأخّر فيكون من اللّاحقين فإنّ القرآن نذير له.
الثاني : أنّ «سقر» نذير وجزاء لكلّ من تقدّم إلى أئمة الهدى ونهجهم فأمن أو تأخّر فكفر بهم لا فرق.
وعن أبي الفضيل عن أبي الحسن (ع) قال : «كلّ من تقدّم إلى ولايتنا تأخّر