قال تعالى : «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ» (١) وذلك أنّها عمود الدين ، وروح الإيمان ، وصلة التقرب بالله.
قال الإمام علي (ع) يعظ محمد بن أبي بكر : «واعلم يا محمد أنّ كلّ شيء تبع لصلاتك ، وأعلم أنّ من ضيّع الصلاة فهو لغيرها أضيع» (٢) ، وقال رسول الله (ص) : «لا يزال الشيطان يرعب من بني آدم ما حافظ على الصلوات الخمس ، فإذا ضيّعهنّ تجرّأ عليه وأوقعه في العظائم» (٣).
وقد أعطى أئمة الهدى بعدا سياسيا واجتماعيا لهذه الآية ، من خلال تفسير ترك الصلاة في ترك الانتماء إلى حزب الله ورفض القيادة الرسالية ، قال إدريس بن عبد الله سألته ـ يعني الإمام الصادق (ع) ـ عن تفسير هذه الآية ، قال : «أي لم نك من أتباع الأئمة عليهم السلام» (٤) ، وقال : «أما ترى الناس يسمّون الذي يلي السابق في الحلبة المصلي؟! أعني حيث قال : الآية» لم نك من أتباع السابقين (٥) ، وهذا واضح في نصّ الآية الكريمة عند قوله : «من المصلين» .. فالمصلون إذا خط وحزب وقيادة ، وعدم الانتماء إليهم يستوجب عذاب سقر .. ومن هذه الفكرة نهتدي إلى أنّ التفرّج على الصراع بين الحق والباطل في المجتمع دون الانتماء إلى فريق الحق مسألة مرفوضة في الإسلام.
ومع أنّ الكفار والمشركين كافرون بأصول الدين إلّا أنّ الله يشير إلى كفرهم بالصلاة وهي فرع من فروع الدين كواحدة من الكبائر. لما ذا؟! لأنّها عمود
__________________
(١) العنكبوت / ٤٥.
(٢) موسوعة بحار الأنوار ج ٨٣ ص ٢٤.
(٣) المصدر ج ٨٣ ص ٢٠٢.
(٤) البرهان ج ٤ ص ٤٠٤.
(٥) المصدر.