ولصيغة السؤال هذه استبعاد وتسويف بالتوبة ، قال الزجّاج : ويجوز أنّه يريد أن يسوّف التوبة ، ويقدّم الأعمال السيئة (١) ، وقيل معناه : أنّه يتعجّل المعصية ثم يسوّف التوبة ، ويقول : أعمل ثم أتوب (٢).
[٧ ـ ١٣] ويبقى المكذّب بالآخرة مسترسلا مع أهوائه وشهواته ، في فجور بعد فجور ، لأنّه لا يحسب حسابا للقاء ربه ، ووقائع القيامة التي تطبع آثارها المذهلة والرهيبة عليه وعلى الطبيعة من حوله ، فهنالك لا يجد مفرّا من حكومة الله وجزائه ، لأنّ الوضع يختلف في الآخرة عن الدنيا ، حيث تنتهي فرصة الامتحان والحرية.
(فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ)
قال في التبيان : يقال برق البرق إذا لمع ، وأمّا برق بالكسر فمعناه تحيّر ، وقال الزجّاج : برق إذا فزع ، وبرق إذا حار (٣) ، وفي المجمع قال أبو عبيدة : برق البصر : إذا شقّ وانشد (٤) ، وقال العلّامة الطبرسي : أي شخص البصر عند معاينة ملك الموت ، فلا يطرف من شدة الفزع ، وقيل : إذا فزع وتحيّر من شدة أهوال القيامة (٥) ، وقال الرازي بعد أن نقل رأي الزجّاج : والأصل فيه أن يكثر الإنسان من النظر إلى لمعان البرق ، فيؤثّر ذلك في ناظره ، ثم يستعمل ذلك في كلّ حيرة ، وإن لم يكن هناك نظر إلى البرق (٦). وما أختاره أنّ بروق البصر يحمل معنى الحيرة والدهشة لحالة الذهول والخوف التي تصيب الإنسان لسبب من الأسباب. وإنّه يحدث بعض الأحيان نتيجة الإرهاق أو الصدمات الروحية والمادية أن يرى الواحد
__________________
(١) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٩٥.
(٢) المصدر.
(٣) التبيان ج ١٠ ص ١٩٢.
(٤) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٩٤.
(٥) المصدر / ص ٣٩٥.
(٦) المنجد / مادة برق.