يشاء الله سبحانه وتعالى عن وصف الواصفين.
جاء في الحديث عن صفوان عن ابن حميد قال : ذاكرت أبا عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام) فيما يروون من الرؤية (لذات الله عزّ وجلّ) فقال : «الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي ، والكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش ، والعرش جزء من سبعين جزء من نور الحجاب ، والحجاب جزء من سبعين جزء من نور السر ، فإن كانوا صادقين فليملئوا أعينهم من الشمس ليس دونها سحاب!!» (١).
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ)
وهي وجوه المجرمين حيث القيامة موعدهم مع الفضيحة والعذاب والذل ، وبسور وجوههم يحكي باطن نفوسهم المنطوية على اليأس والتشاؤم والخوف ممّا ستلاقيه.
(تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ)
قال في المنجد : الفاقرة جمعها فواقر : الداهية الشديدة ، فكأنّها تكسر فقر الظهر ، والفقرة : الأمر العظيم (٢) ، وإنّ المجرمين يوم القيامة ليساورهم هاجس ورعب ينتظرهم من الدواهي ، وهذا الهاجس يعدّ عذابا عظيما بذاته.
[٢٦ ـ ٣٠] تلك هي حقائق يوم القيامة التي يجب على الإنسان أن يتذكرها دائما ، باعتبار الإيمان بها يجعله متوازنا في التفكير ، ويسوقه نحو التسليم للحق والعمل به ، ولكنّ الحجب تحول بينه وبين الإيمان بذلك المستقبل فيكذّب به ، ولكن هل
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٤ ص ٤٤.
(٢) المنجد / مادة فقر.