(عَيْناً فِيها)
قيل : «فيها» عائدة إلى الكأس ، وقيل : يعني في الجنة.
(تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً)
قال في المجمع : والسلسبيل الشراب السهل اللذيذ ، يقال : شراب سلس وسلسال وسلسبيل ، قال ابن الأعرابي : لم أسمع السلسبيل إلّا في القرآن ، وقال الزجّاج : هو صفة لما كان في غاية السلاسة (١) ، وفي الكشّاف : يعني أنّها في طعم الزنجبيل ، وفيه لذعة ، ولكن نقيض اللذع وهو السلاسة (٢).
(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ)
قيل : يعني ملبسون الخلدة وهي ضرب من القرط من الذهب أو الفضة ، ويبدو لي أنّ «مخلّدون» بمعنى أنّهم يبقون على نضارة الغلام دائما لا يتداركهم شباب ولا هرم ، وإنّما يبقيهم الله كذلك لأنّ خدمة الصغار على هذا السنّ ألذّ لأهل الجنة من خدمة غيرهم ، والولدان في تطواف دائم يترقّبون أمر المؤمنين لهم ، على استعداد تامّ لخدمتهم ، بل أنّ مجرّد تطوافهم أمامهم يبعث فيهم البهجة والسرور ، لما يمثّله الولدان من نعمة الخدمة ، ولمنظرهم الأنيق والجميل.
(إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً)
قال العلامة الطبرسي : إنّما شبّههم بالمنثور لانتثارهم (وتوزّعهم) في الخدمة ، فلو كانوا صفّا لشبّهوا بالمنظوم (٣). كما أنّ للؤلؤ حينما ينثر منظرا رائعا في الجمال
__________________
(١) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤١٠.
(٢) الكشّاف / ج ٤ ص ٦٧٢.
(٣) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤١١.