والجاذبية خصوصا في المروج الخضراء ، وتنقّل الولدان للخدمة من موقع لآخر يعطي المنظر روعة جديدة كما يتجلّى اللؤلؤ بتحريكه.
[٢٠ ـ ٢٢] ولا ينتهي نعيم الأبرار إلى هذا الحدّ فهو كبير جدّا ، وواسع بحيث لا يستطيع بشر أن يستوعب تعداده وبيانه ، وإلى هذه الحقيقة يهدينا القرآن الكريم.
(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)
وحتى نفهم معنى كلمة «كبيرا» يجب أن ننظر إليها على أساس أنّها تعبير عن أربعة أمور ، هي : الكثرة ، والحجم ، والتنوّع ، والعظمة. وتكرار كلمة «رأيت» يأتي لبيان أنّك مهما تكرّر بنظرك وتعيد الرؤية فإنّك لا تستطيع أن تصل إلى حدّ ملك الأبرار من النعيم في الجنة ، وإنّما تعلم بصورة مجملة أنّه نعيم وملك كبير. وكفى به عظمة وسعة أنّه يزداد مع الزمن بفضل الله وكرمه المتتابع على أهل الجنة. قد أشار الإمام الصادق (ع) في حديث له الى تفسير الكبير بالعظمة ، قال عباس بن يزيد : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السلام ـ وكنت عنده ذات يوم : أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : «الآية» ما هذا الملك الذي كبّر الله عزّ وجلّ حتى سمّاه «كبيرا»؟! قال : إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى وليّ من أوليائه ، فيجد الحجب على بابه ، فتقول له : قف حتى نستأذن لك ، فما يصل إليه رسول ربه إلّا بإذن ، فهو قوله عزّ وجلّ : «الآية» (١) ، وقال ـ عليه السلام ـ مبيّنا معنى الآية : «لا يزول ولا يفنى» (٢) ، وقيل : هو أنّهم : لا يريدون شيئا إلّا قدروا عليه (٣) ، وعن الحسن البصري عن رسول الله (ص) أنّه
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٨١.
(٢) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤١١.
(٣) المصدر.