قال : «أدنى أهل الجنة منزلة الذي يركب في ألف ألف من الخدمة من الولدان المخلّدين على خيل من ياقوتة حمراء لها أجنحة من ذهب» (١).
وعن أبي جعفر (الإمام الباقر) ـ عليه السلام ـ قال : إنّ رسول الله (ص) سئل عن قول الله عزّ وجلّ : «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً» فقال : يا علي إنّ الوفد لا يكون إلّا ركبانا إلى قوله : فقال علي ـ عليه السلام ـ يا رسول الله أخبرنا عن قول الله عزّ وجلّ : «غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ» بما ذا بنيت يا رسول الله؟ فقال : يا علي تلك غرف بناها الله عزّ وجلّ لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد ، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة ، لكلّ غرفة منها ألف باب من ذهب. على كلّ باب منها ملك موكّل به ، فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ». إذا أدخل المؤمن إلى منازله في الجنة ، ووضع على رأسه تاج الملك والكرامة ، ألبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الإكليل تحت التاج ، قال : فألبس سبعين حلّة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر ، فذلك قوله عزّ وجلّ : «يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ» ، فإذا جلس المؤمن على سريره اهتزّ سريره فرحا ، فإذا استقرّ لوليّ الله عزّ وجلّ منازله في الجنان استأذن عليه الموكّل بجنانه ليهنّئه بكرامة الله عزّ وجلّ إيّاه ، فيقول له خدّام المؤمن من الوصفاء والوصائف : مكانك فإنّ وليّ الله قد اتّكى على أريكته ، وزوجته الحوراء تهيّأ له فاصبر لوليّ الله (٢).
(عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ)
__________________
(١) الدر المنثور / ج ٦ ص ٣٠١.
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٨٢.