قال شيخ الطائفة : السندس الديباج (الحرير) الرقيق الفاخر الحسن ، والإستبرق : الديباج الغليظ الذي له بريق (١). وفي «عاليهم» اختلفوا ، فمنهم من جعلها ظرفا بمنزلة قولك : فوقهم ثياب سندس ، ومنهم من جعلها حالا فهو بمنزلة قولك : يعلوهم ثياب سندس ، وروي عن الإمام الصادق (ع) : «تعلوهم الثياب فيلبسونها» (٢).
(وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ)
والتحلية بمعنى الزينة ، أي زيّنوا بإلباسهم حلالا أساور من فضة ، ويعلم الله كم هو جمال تلك الأساور التي صنعتها يد القدرة الإلهية وأبدعتها ، وكم هو الرونق والجمال الذي تعطيه للابسها حينما يتزيّن بها.
(وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً)
قال في المجمع : أي طاهرا من الأقذاء ، لم تدنّسها الأيدي ، ولم تدسها الأرجل كخمر الدنيا ، وقيل : طهورا لا يصير بولا نجسا ، ولكنّه يصير رشحا في أبدانهم كريح المسك ، وإنّ الرجل من أهل الجنة يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا ، وأكلهم ونهمتهم ، فإذا أكل ما شاء سقي شرابا طهورا فيطهّر بطنه ، ويصير ما أكل رشحا يخرج من جلده ، أطيب ريحا من المسك الأذفر ، ويضمر بطنه ، وتعود شهوته. رواه أبو قلابة. وقيل : «يطهّرهم من كلّ شيء سوى الله ، إذ لا طاهر من تدنّس بشيء من الأكوان إلّا الله» عن الصادق (ع) (٣). وقد يكون هو شراب نهر الكوثر الذي يعطيه الله لأهل الجنة بيد رسوله (ص) ووليه
__________________
(١) التبيان / ج ١٠ ص ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٢) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤١١.
(٣) المصدر.