نار تلظى ، ولسان الحال قولا وفعلا ما حكى ربّ العزّة :
(انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)
قال العلّامة الطبرسي : يعني من العقاب على الكفر ، ودخول النار جزاء على المعاصي (١) ، وعلّق الرازي بالقول : والظاهر أنّ القائلين هم خزنة النار (٢) ، والذين يكذّبون به هو الجزاء والنار ، والتكذيب بذلك يعني إنكاره ، وإنكار الحقائق الأخرى بسبب هذا التكذيب.
(انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ)
ولعلّ الظلّ بسبب الدخان الذي يحجب النور ، أو هو الظلام الحالك ، وقد اختلف المفسرون في معنى «ثلاث شعب» ، فقيل معناه : يتشعّب من النار ثلاث شعب : شعبة فوقه ، وشعبة عن يمينه ، وشعبة عن شماله فتحيط بالكافر (٣) ، وقيل : يخرج من النار لسان فيحيط بالكافر كالسرادق ، فينشعب ثلاث شعب فيكون فيها حتى يفرغ من الحساب (٤) ، وفي اللغة : الشعبة جمعها شعب وشعاب : الفرقة والطائفة من الشيء ، يقال : أشعب لي شعبة من المال أي أعطني قطعة من مالك ، ويسمّى الغصن من الشجرة شعبة (٥) ، ونفهم من ذلك أنّ الظل ينشعب إلى ثلاثة أقسام ، ولعل المكذّب يلقى في كلّ شعبة ألوانا من العذاب تختلف عمّا في الشعبتين الأخريين شدة ونوعا.
__________________
(١) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٢٣٠.
(٢) التفسير الكبير / ج ٣٠ ص ٢٧٤.
(٣) التبيان / ج ١٠ ص ٢٣٠.
(٤) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤١٨.
(٥) المنجد / مادة شعب بتصرف.