ويختلف ذلك الظل عن ظلّ الدنيا بصورة تامة ، فإنّنا نأوي إلى الضلال فيها طلبا للراحة ، وهربا من حرّ الشمس ولفحها ، أمّا الظل المقصود في الآية فإنّه قطعة من عذاب جهنم.
(لا ظَلِيلٍ)
معناه : غير مانع من الأذى يستر عنه .. فالظليل من الظلّة وهي السترة (١) ، وسمّي الظلال بذلك لأنّه يحجب الشمس ويسترها ويمنع الحر. وليس الظلال المشار إليه في الآية يسبّب الراحة لأهله.
(وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ)
واللهب ما يعلو من ألسنة النار وحرّ لفحها ، وليس ذلك الظل يدفع عنهم حرّ لهب جهنم.
(إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ)
قيل : مثل القصور والجبال (٢) ، وفي حديث طويل عن النبي (ص) في شأن النار : قال : «تزفر النار بمثل الجبال شررا» (٣) ، وقيل : مثل أصول الأشجار المتشعّبة الجذور ، قال ابن عبّاس : كجذور الشجرة ، وعن مجاهد قال : حزم الشجر ، وعن الضحّاك قال : أصول الشجر العظام (٤). والعرب تشبّه الإبل بالقصور (٥) ، والمهم أنّ التشبيه بالقصر كناية عن الضخامة والتشعّب معا وهما
__________________
(١) التبيان / ج ١٠ ص ٢٣٠.
(٢) في القمي والتبيان ومجمع البيان والكشاف والتبيان والدر المنثور والتفسير الكبير.
(٣) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٩٠.
(٤) الدر المنثور / ج ٦ ص ٣٠٤.
(٥) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤١٨.