ويحسب الحسنة بعشرة. والآية التالية تشير إلى النوع الأول :
(إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً)
فهذه كانت مركز رصد ومرتع الجزاء في الآخرة. إنّها سنّة إلهية ونظام مقدّر لن يفلت منها من يكذّب بها ، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه وآله السلام ـ :
«ولئن أمهل (الله) الظالم فلن يفوت أخذه ، وهو له بالمرصاد على مجاز طريقه ، وبموضع الشجا من مساغ ريقه» (١)
[٢٢] والطغاة الذين يتجاوزون حدّهم ، ولا يتجنّبون ما يقرّبهم إلى النار ، سوف يعودون إلى النار التي صنعوها بأفعالهم.
(لِلطَّاغِينَ مَآباً)
ولعلّ كلمة مآب توحي بأنّهم سبب إيقاد النار التي عادوا إليها ، لأنّها منزلهم الذي بنوه ووطنهم الذي اختاروه لأنفسهم.
[٢٣] كم يبقون في هذه النار؟
(لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً)
جاء في روايات أهل البيت أنّ الآية تخصّ المذنبين الذين يقضون في النار فترة من الوقت بقدر ذنوبهم ، وعلى هذا فمعنى الأحقاب الدهور المتتالية أو السنين المتلاحقة.
__________________
(١) نهج البلاغة / خ ٩٧.