[٣٠] واليوم جاء يوم الجزاء بعد الإحصاء الشامل.
(فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)
إنّها النهاية المريعة ، ومعرفة الإنسان في الدنيا بهذه الحقيقة : أنّ عذاب جهنم يزداد كما أنّ نعيم الجنة في اضطراد ، هذه المعرفة تجعل هذه الزيادة حكيمة وعادلة لأنّ الإنسان باختياره الحر بلغ هذه العاقبة.
حقّا : إنّ تصوّر هذه الحقيقة يجعلنا أكثر حذرا من جهنم وأشدّ شوقا إلى الجنة ، وقد روي عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «هذه الآية أشد ما في القرآن على أهل النار» (١).
[٣١] بإزاء ذلك نجد المتقين الذين تحذّروا موجبات النار في الدنيا ، وتجنّبوا السيئات التي تدخلهم جهنم ، نجدهم بعيدين عنها بعدهم عنها في الدنيا.
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً)
وأعظم فوز لهم نجاتهم من نار جهنم. أولا ترى قول الله سبحانه : «فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ»؟
[٣٢] وبالإضافة إلى النجاة من النار فإنّهم يحظون بنعيم الأبد.
(حَدائِقَ وَأَعْناباً)
ولعل ذكر العنب بين سائر الثمار لأنّه طعام وفاكهة وفيه من الفوائد ما ليس في غيره ، حتى جاء في الحديث : «خير فواكهكم العنب» (٢).
__________________
(١) عن تفسير الكشاف / ج ٤ ص ٦٩٠.
(٢) تفسير نمونه / ج ٢٦ ص ٤٨.