[٣٣] الزوجة الموافقة تكمل السعادة ، ليس لأنّها فقط للتمتع الجنسي ، وإنّما أيضا لحاجة الروح إلى تفاعل مع روح أخرى ، تكون لها كالمرآة تنظر فيها نفسها والعكس ، وقد وفّر الله لعباده الصالحين الحور العين في الجنة ، بأفضل ما يتصوره البشر ، بل وأفضل مما قد يتصوره جمال قمة في الروعة والجمال الظاهري ، ومثل أعلى لجمال الروح ، والخلق الفاضل والأدب الرفيع حتى يصلحن للمؤمنين ومستواهم السامي.
(وَكَواعِبَ أَتْراباً)
الكاعب : البنت عند استدارة صدرها ، وتفتّح أنوثتها مما تكون ألذ للرجل وأشهى ، فهنّ كواعب ، ثم هنّ أتراب موافقات لروح الرجل خلقا وعقلا وشهوات. ويملك المؤمن أكثر من واحدة منهنّ حسب أعماله الصالحة ممّا يستحيل مثل ذلك في الحياة الدنيا.
[٣٤] جلسات الأنس لا تصفوا بدون شراب منشّط ، وقد وفّره الله للصالحين بأحسن ما يشتهون.
(وَكَأْساً دِهاقاً)
قالوا : الدهاق ما امتلأت من الشراب ، وقيل : ما تواصلت ، وقيل : ما صفت.
وكلّها تصدق في شراب الجنة.
[٣٥] ولا تكتمل نعم الحياة بسوى الأمن ، والجنة دار السلام فلا اعتداء ولا ظلم ولا مرض ولا سبات ولا خشية فناء النعم وزوالها .. وحتى الكلمات الجارحة التي تبعث الرعب والقلق والألم في النفس لا وجود لها.