لعظمة الرب. ثم يأذن الله برحمانيته لبعضهم بالكلام شريطة ألّا يتكلّم إلّا صوابا.
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ)
وما الروح؟ اختلفوا في ذلك ، فقال البعض : إنّه خلق أكبر من سائر الخلق حتى من الملائكة المقرّبين جبرائيل وميكائيل ، جاء في حديث مأثور عن الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : «ملك أعظم من جبرائيل وميكائيل» (١).
وعلى هذا فإنّ الروح هو روح القدس الذي يؤيّد به الله أنبياءه ، قال سبحانه : «نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِ» (٢) ، وهو حسب تفسيرنا المراد بقوله سبحانه : «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً» (٣) ، وقوله سبحانه : «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ» (٤).
وقال البعض : إنّه جند من جنود الرحمن كما الملائكة ، وروي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال :
«الروح جند من جنود الله ليسوا بملائكة لهم رؤوس وأيدي وأرجل ، ثم قرأ : «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا» ، قال : هؤلاء جند وهؤلاء جند.» (٥)
وقال بعضهم : إنّه جبرئيل أليس يقول ربنا عنه : «نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ» (٦)
__________________
(١) عن تفسير مجمع البيان / ج ١٠ ص ٤٢٧ راجع تفسير نمونه / ج ٢٦ ص ٥٨.
(٢) النحل / ١٠٢.
(٣) الإسراء /
(٤) القدر / ٤.
(٥) عن الدر المنثور / ج ٦ ص ٣٠٩ تفسير نمونه / ج ٢٦ ص ٥٨ ومثله القرطبي / ج ١٩ ص ١٨٧.
(٦) الشعراء / ١٩٣.