تفضح تقلبات فؤاده انّى حاول إخفاءها ، ثم تولى بركنه عنه عمليّا ، وهكذا تكاملت ملامح الموقف السلبي.
[٢] (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى)
اي بسبب زيارة الأعمى له ، وهذا يتنافى مع ما ذكر في بعض النصوص : أن الرسول (ص) انه انما انزعج عند ما سأله ابن أم مكتوم وليس من زيارته.
[٣] لقد جاءه الأعمى زائرا وربما ساعيا نحو الهداية ، وإذا عوّض الأعمى أو اي معوق آخر نقص جوارحه بتزكية نفسه فانه يسمو فوق كل بصير وسليم.
(وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى)
وهكذا تكون تزكية النفس أهم غاية يسعى نحوها الإنسان.
[٤] وقد لا يسمو الفرد الى التزكية ولكنه يبلغ مستوى التذكرة التي تنفعه في إصلاح بعض جوانب سلوكه وهكذا الأعمى الفقير الذي تقدم الى ذلك المجلس.
(أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى)
[٥] الغنى مطلوب ولكن الاستغناء مرفوض ، فالغني المتواضع الذي يمتلك الثروة دون ان تمتلكه قريب من الله ، قريب من الناس ، ولكن الذي تقوده ثروته ، بل يذوب في ثروته الى درجة العبادة فانه بعيد عن الله ، بعيد عن الناس ، قريب من النار. ولا بد ان تتخذ القيادة الإلهية موقفا حازما منه.
(أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى)
ومعروف ان الاستغناء يؤدي الى الطغيان ، أولم يقل ربنا الحكيم : «كَلَّا إِنَ