الْإِنْسانَ لَيَطْغى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى» (١).
[٦] مثل هذا الإنسان ينبغي طرده لكي لا يتسلل الى قيادة المجتمع عبر ثروته.
ان مثله مثل قارون الذي خرج على الناس بزينته ، فانبهر الناس بها ؛ فاذا خضع رجال الدعوة لهم أو مالؤوهم فمن ينقذ الناس من شرورهم واستطالتهم على الفقراء والمحرومين ، ومن يأخذ حق المستضعفين والبؤساء منهم؟ لذلك يعيب السياق على صاحب الدعوة ترك الفقير الأعمى والتوجه تلقاء المستغنين.
(فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى)
قالوا : التصدي : الإصغاء ، ويبدو ان معناه : الإقبال عليه ، والاهتمام به.
[٧] وقد يزعم حملة الدعوة وأمناء الرسالة أنهم مسئولون عن الأغنياء ، وان عليهم ان يجتذبوهم بأية وسيلة ممكنة ، فيقدمون لهم التنازلات ، بينما يحرمون الفقراء من عطفهم وحنانهم ، بينما مسئولية الداعية تنتهي عند إبلاغ الرسالة.
(وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى)
فهو ولست أنت المسؤول عن تزكيته.
[٨ ـ ١٠] من الذي يتصدى له صاحب الدعوة؟ هل الذي يتولى بركنه ، وكلا .. حتى ولو كان شريفا في قومه ، غنيّا قويا. لما ذا؟ لأن الرسالة الإلهية جاءت لإصلاح نظرة الإنسان الى نفسه من خلال مركزه أو ماله أو لغته أو ما أشبه ، فاذا تأثرت الرسالة بهذه القيم المادية فانها لا تستطيع إصلاحه ، لذلك جاء في الحديث عن الامام الصادق (ع) قال : «إذا رأيتم العالم محبّا للدنيا فاتهموه
__________________
(١) العلق / ٦ ـ ٧.