آيات الله تذكرة لكل الناس ، ولا يختلف الناس الا بقدر استجابتهم للوحي.
(فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ)
العقل أصل الإنسان ، أوليس به يتميز عن سائر الأحياء ، أولم يكرمه الله به على كثير ممن خلق؟! ان العقل يغطّ في سبات الغفلة فلا ينتفع به صاحبه ، وتأتي آيات القرآن توقضه من سباته. أذلك خير أم بعض الدراهم والدنانير ، كلا .. انّى كانت الثروة كبيرة فإن العقل أسمى ؛ لان الثروة لا تحصل إلّا بالعقل ، وإذا لم يكتمل العقل فان الثروة تضر صاحبها قبل ان تنفعه ، وقد تكون الثروة وسيلة لتكريس التخلف ، والفقر ، وبسط الفساد ، ونشر الرذيلة ، بيد ان العقل يجعل الإنسان على طريق ثروة نافعة كما يوفر له سائر عوامل السعادة كالخلق الرفيع ، والحرية ، والسلام.
ولا تعني التذكرة ان الناس يهتدون بها حتى ولو لم يشاءوا ذلك كلّا .. ان التذكرة لا تتم بدون ان يشاء الإنسان نفسه ، وهكذا جعل الله حرية الإنسان أصلا ثابتا في شريعته وفي سننه الحاكمة على الخليقة ، وحتى الايمان به جعله منوطا بإرادة الإنسان ولم يجعله كرها عليه.
[١٣ ـ ١٤] وبعد أن ينسف السياق القيم الجاهلية يرسي دعائم قيم الوحي التي ينبغي ترسيخها في المجتمع ، فيشرع في بيان عظمة القرآن حتى يكون القرآن هو محور المجتمع ، وميزان التفاضل بين الناس ، ثم يبين كرامة السفرة الذين يحملونه ، وبذلك يوحي بأن عليكم ان تعظموا القرآن والدعاة اليه وليس المال والجاه وأصحابهما.
(فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ)