بها رأسا؟!
[٧] في ذلك اليوم لا تترك النفوس وشأنها ، بل وتقارن بأعمالها ، ثم تحلق ـ حسب مقياس العمل ـ بأقرانها ، فأصحاب الميمنة مع أصحاب الميمنة ، وأصحاب المشأمة مع أصحاب المشأمة ، والسابقون مع السابقين.
(وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)
وقيل : تقرن نفوس المؤمنين بأزواجها من الحور العين ، بينما تقرن نفوس الكفّار بالشياطين والجن ، والله العالم.
[٨] وحيث ينصب الميزان العدل يرفع المظلوم ظلامته أمام الملأ ، ويسمح الحاكم العدل بأن تتحدث الموؤدة عن نفسها حين يسألها : بأيّ ذنب قتلت؟!
(وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ)
أليس قد جعل الله للمظلوم سلطانا على الظالم في محكمة العدل ، وهو أول من يستنطق فينطق ، فلذلك هي التي تسأل حتى تشرح ظلامتها ، وقرأ بعضهم (سألت) ويحتمل أن يكون ذلك نوعا من التفسير ، وقد روى ابن عباس عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «إنّ المرأة التي تقتل ولدها تأتي يوم القيامة متعلقا ولدها بثديها ملطّخا بدمائه ، فيقول : يا ربّ! هذه أمّي وهذه قتلتني» (١).
ويبدو من هذا الحديث ومن نصوص وآيات عديدة ووثائق تاريخية أنّ عادة الوأد كانت منتشرة في العرب ، وقد حاربتها الرسالة الإلهية بقوة حتى أقلعوا عنها ، ولعلّ الحديث الثاني يكشف جانبا من تلك العادة الخبيثة ، فقد روي : أنّه جاء
__________________
(١) القرطبي ج ١٩ ص ٢٣٤.