قالوا : قلع عن شدة التزاق ، وكشطت البعير كشطا نزعت جلده.
ما ذا يحدث ذلك اليوم؟ هل يطوى الغلاف المحيط بالأرض لتتعرض لكل واردة وشاردة ، كما قال ربنا سبحانه : «يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ» (١) وعلى هذا فالسماء هي السقف المباشر الذي يحفظ الأرض ، أم أن الحجاب الذي لا يدعنا نرى الملائكة أو عرش الله يسقط ، فإذا بأبصار الناس ترى العالم الأعلى كما ترى العالم المحيط؟
لعل التفسير الاول هو الاولى ، واختار بعضهم التفسير الثاني ، وقال بعضهم : ان معناه أن كلّ أجرام السماء تطوى ، ولكن التعبير بالكشط في هذا الحال لا يبدو مناسبا ، وأنى كان فإن الأمن الكوني يفقد نهائيّا في ذلك اليوم الرهيب.
[١٢] إذا كشطت السماء وطويت تبينت الجنة والنار ، أما النار فقد أعدّت لأهلها إعدادا تامّا إذ أوقدت حتى اسودت وزمجرت وكادت تميّز غيظا.
(وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ)
روي عن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة» (٢).
والسؤال هل هذه من سني الدنيا أم من سني الآخرة التي يعادل كل يوم منها ألف سنة؟ الله اعلم.
[١٣] أما الجنة فقد زيّنت لأهلها كما العروس حين تزف إلى زوجها ، تلألأت
__________________
(١) الأنبياء / ١٠٤.
(٢) تفسير القرطبي ج ١٩ / ص ٢٣٥.