التنفس : خروج النسيم من الجوف.
[١٩] حين ينفتح القلب على بصائر الحقيقة في الخلق يهتدي إلى واقع الرسالة بغير حجاب : إن الرب الذي جعل الليل والنهار ، وسخر بقدرته النجوم والكواكب لن يترك عباده سادرين في غيّ الجاهلية ، يلفهم ظلام الجهل ، ويسوقهم سيف البغي ، ويغرقهم الفساد موجة بعد موجة. كلا .. إنه يبعث إليهم رسولا هاديا. يهديهم إلى ما انطوت عليه ضمائر قلوبهم ، ودلهم اليه نور عقولهم. بربك أليست رسالة القرآن كذلك؟!
(إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)
انه قول واضح الحدود ، واضح الكلمات ، وليس مجرد تموجات في الفكر ، وأحاسيس في القلب ، والذي جاء به رسول كريم ، تعالى عن الكذب وقول الزور.
[٢٠] وهل يكذب الإنسان إلّا من احساس بالضعف ، والرسول الذي ينبئ عن الله قوي بقوة الله ، لأن الله سبحانه لا يبعث سفيرا إلّا إذا كان مقرّبا منه.
(ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)
وقد تجلت قوة الملك المقرب جبرائيل عند ما حمل مدائن قوم لوط بقوادم جناحه ، وحينما ضرب بجانب من ريشه إبليس فرماه من بيت المقدس الى جزيرة سرنديب.
وهو مكين عند الله ذي العرش سبحانه ، وأقرب منزلة ، وهو حاكم على كثير من ملائكة الله.
[٢١] (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)