عملهم أجرا.
(وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ)
قالوا : ضننت بالشيء أضنّ : أي بخلت ، وقرأ بعضهم بالظاء ، وقالوا معناه : بمتهم.
[٢٥] يختلف قول الشيطان عن وحي الرحمن اختلافا كبيرا في الأهداف والوسائل ، فبينما يدعونا الشيطان الى الفحشاء والمنكر والبغي وينهانا عن التوادّ والتعاون ، وعلى البرّ والتقوى ، ويثير الضغائن والأحقاد ، ويدفعنا نحو الشهوات العاجلة و.. و.. نجد وحي الرحمن المنبعث حينا من داخل الضمير وحينا من فم الرسول يأمر بالعدل والإحسان ، وأداء الامانة ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، ويحبذ التوبة والقصد ، ويدعونا الى التعاون على البر والتقوى ، وهكذا يهتدي القلب الى صدق الرسول برسالته التي يحملها والتي لا يجد العاقل صعوبة في فرزها عن الدعوات الضالة.
(وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ)
[٢٦] وحين يترك الإنسان نداء الرحمن لا بد ان يتخطفه الشيطان بغروره وأمانيه ، فهل نذهب اليه؟!
(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)
قد يرفض الإنسان دعوة الخير دون ان يفكر في البديل أو حتى في العاقبة ، بل لمجرد غفلته عن عواقب كفره بها ، وعما يضطر إليه من الباطل حينما يرفض الحق ، ويبدو أنّ هذه الكلمة إشارة إلى ذلك ، كما هي صعقة عنيفة للنفوس السّادرة في