وهذا لا يعني أنّ هذه الرغبات حتميّة ، فإنّ الإنسان يستطيع تحويلها ، ولكنّ أغلب الناس يرضون بها ممّا يحقّق الحكمة الإلهية من توزيعها على البشر.
[٩] ما ذا ينبغي أن تكون علاقتك بربّك؟ هل التمرّد والطغيان أم التسليم؟ حقّا : إنّ أغلب الناس ينحرفون نحو الطغيان الذي يبدأ من التكذيب بالجزاء ، وهو أعظم أسباب الغرور ، فمن آمن بالجزاء اتقى غضب الرب.
(كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ)
وإنّ هذا التكذيب لا يتناسب أبدا وتلك النعم الإلهية التي تهدينا إلى قدرة الرب وحكمته.
[١٠] وهل يتخلّص الإنسان بالتكذيب من أهوال الساعة أو مسئولية أفعاله؟ بتعبير آخر : هل أنّي لو كذّبت بالموت لا أموت ، أو كذّبت بوجود المرض أعافى منه؟ بالعكس التكذيب بذاته جريمة كبري قدّر لها عقاب عظيم ، وهو مفتاح لأبواب الشر ، لأنّه يخدع الإنسان فيسترسل في سلسلة من المعاصي دون رادع من ضمير أو ناصح من عقل .. وكلّها تسجّل عليه فيحاسب عليها حسابا عسيرا.
(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ)
يحفظون كلّ عمل يرتكبه الإنسان أو قول يتفوّه به أو هاجسة بقلبه ، قال ربّنا سبحانه : «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ».
هكذا قال أكثر المفسرين ، ويحتمل أن يكون المراد من الحافظين الذين يحفظون البشر من المهالك حتى يأتي أمر الله ، كما قال الله : «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» ، وقال تعالى : «وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً» ، وقال : «لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ