يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ».
[١١] وهؤلاء الحفظة كرام عند ربّهم ، تساموا عن الكذب أو الغفلة أو السهو ، وهم بالإضافة إلى ذلك يكتبون ما يصدر من الإنسان.
(كِراماً كاتِبِينَ)
[١٢] ولا يمكن للإنسان أن يخفي عنهم شيئا من أعماله لأنّهم حضور شهود.
(يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ)
قال أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ : «اعلموا عباد الله أنّ عليكم رصدا من أنفسكم ، وعيونا من جوارحكم ، وحفّاظ صدق يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم ، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج ، ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج» (١)
وروي عنه ـ عليه السلام ـ أنّه مر برجل وهو يتكلّم بفضول الكلام ، ويخوض في أحاديث لا نفع فيها ولا طائل وراءها ، فقال : «يا هذا! إنّك تملي على كاتبيك كتابا إلى ربّك فتكلّم بما يعنيك ، ودع ما لا يعنيك» (٢).
وجاء في كتاب سعد السعود لابن طاووس :
دخل عثمان على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلم ـ فقال : أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ قال : ملك على يمينك على حسناتك ، وواحد على الشمال ، فاذا عملت حسنة كتب عشرا ، وإذا عملت سيّئة قال الذي على الشمال للّذي على اليمين أكتب؟ قال : لعلّه يستغفر ويتوب فإذا قال ثلاثا قال :
__________________
(١) بحار الأنوار / ج ٥ ص ٣٢٢.
(٢) المصدر / ص ٣٢٧.