(إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ)
[١٤ ـ ١٥] أمّا الذين خرقوا ستر الفضيلة ، وأوغلوا في الفضائح فإنّهم يدخلون النار.
(وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)
هل هم اليوم في الجحيم أم غدا؟ عند ما يموتون أم عند ما تقوم الساعة؟ بلى. إنّهم اليوم في الجحيم. أولم يقل ربّنا سبحانه : «وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ»؟ ولكنّهم اليوم محجوبون عنها ، وغدا عند ما يموتون وبعد الحشر يجدون أنفسهم في وسطها يصلونها مباشرة ، لأنّ الذي سترهم عنها اليوم طبيعة الدنيا التي هي دار امتحان ، فإذا نقلوا إلى دار الجزاء فما الذي يستر أجسامهم الناعمة عن النار اللّاهبة؟
(يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ)
لأنّ ذلك اليوم فعلا يوم الجزاء الأكبر ، فالجحيم تحرقهم وتلهب جلودهم نارا.
وقال بعضهم : إنّ معنى الآية أنّ الفجّار يدخلون الجحيم يوم الدّين ، وإنّما ذكر ذلك بصورة قاطعة وكأنّه واقع اليوم لأنّ الوعيد يأتي من السلطان المقتدر والذي لا يعجزه شيء ولا يحجزه عمّا يريده أحد.
[١٦] ولا يقدر أحد منهم أن ينتقل من الجحيم أو حتى يغيب عنها ساعة.
(وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ)
قال بعضهم : الآية تدلّ على خلودهم في جهنم فإذا معنى الفجّار المعاندون.