بينما الآية ليست صريحة في هذا المعنى بل في أنّهم عند دخولهم الجحيم ومدة مكثهم فيه لا يغيبون عنها ، والله العالم.
ونقل الرازي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ ما يلي : «النعيم المعرفة والمشاهدة ، والجحيم ظلمات الشهوات» (١) وهذا ينطبق على التفسير الأول.
[١٧] ليست قدراتنا العلمية في مستوى الإحاطة علما بأحداث ذلك اليوم الرهيب ، لأنّه يوم يختلف كلّ شيء فيه تقريبا عن هذا اليوم.
(وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ)
إنّه يوم رهيب ، لا بدّ أن نسعى جاهدين لنتصوّره عسانا نتقي اليوم أهواله ، وحينئذ نعرف أنّ الفائزين هم الذين انخلعت قلوبهم عن شهوات الدنيا وأحداثها ، وعاشوا ذلك اليوم ، وعملوا له ليل نهار.
[١٨] قد يغيب علم شيء عنّا بسبب قلّة ظهوره أو عدم الالتفات إليه ، بينما غياب الإنسان عن علم الآخرة بسبب آخر ، هو : تسامي مستواه عن مستوى إدراكنا ، ولعلّ هذا هو المراد بقوله سبحانه :
(ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ)
ما بالك بيوم تهابه السموات ، وتشفق منه الجبال ، وتضجّ من هوله الأرض ، ويخشاه حتى الملائكة المقرّبين ، ويحذره الأنبياء والصّدّيقون! أولا ينبغي أن نتقيه؟
[١٩] في ذلك اليوم يقف الإنسان منفردا أمام ربّ السموات والأرض ، ولا
__________________
(١) التفسير الكبير / ج ٣١ ـ ص ٨٥.